تساءل تلاميذي الصف الأول الإبتدائى عن الضباب. ولقد قمنا بإحصاء الافتراضات ("هواء رمادي"، "دخان"، "سحاب ساقط من السماء"، "عادم السيارات"...). والآن أتساءل عما يمكنني عمله حتى أفسر لهم ما هو الضباب...

صباح الخير،
يجب أولا أن ندرك الفرق بين الضباب والدخان.
يتكون الضباب من تكثف بخار الماء الذي يحتويه الهواء عندما يبرد. فهو يتكون من قطرات المياه الدقيقة (قطرها ١-٥٠ µm) العالقة.
ويوجد نوعان من الضباب:
• ضباب أفقي بارد: هواء بارد نسبيًا علي أرض ساخنة. وهو ضباب الخريف أو الصيف وقت المطر علي أرض ساخنة نسبيًا.
• ضباب أفقي ساخن: ضباب مرتبط بوجود المحيط: هواء بحري ساخن يتحرك نحو الأرض الساحلية الباردة. ويمكن أن يتكون الضباب أيضًا علي البحيرات والبرك... في مطلع النهار. يثري التبخر الهواء ببخار الماء، حتى يتم التشبع والتكثيف في هيئة ضباب.
أما بالنسبة للدخان، فهو مزيج من الغاز والجزيئات الدقيقة الصلبة المنقولة بواسطة تلك الغازات.
وإليكم بعض أمثلة التجارب التي يمكن إجراؤها مع تلاميذكم:
١) حالة الضباب الأفقي البارد.
• - زجاجة سعة ٥ لتر مقطوعة من العنق ومثقوبة من الجانب، والعنق مغطى بشريط بلاستك مليء بمكعبات الثلج. مع ترك مساحة لدوران الهواء البارد.
• - إناء أو حوض صغير للتشريح مليء بماء ساخن ولكن غير "مدخن" (٤٠ أو ٥٠ درجة مئوية حسب الظروف)
• - مصباح مضيء جانبيًا لتوضيح الرؤية عند زيادة الضوء المنتشر.
٢) حالة الضباب الأفقي الساخن: حوض مملوء بمكعبات الثلج
يتم تصاعد الهواء دون نفخه (كما يحدث لتغطية المرآة بالبخار) علي حوض مليء بالثلج. مع وجود إضاءة جانبية "بزاوية قائمة" بالنسبة لمحور رؤية المشاهدين) لتسمح بإثبات الظاهرة.
ويمكن ملاحظة ظاهرة مشابهة عندما نخرج علبة من الفريزر. فإذا كان هواء الغرفة رطباً بالقدر الكافي، يمكن ملاحظة نوعٍ من "الدخان" الذي يتصاعد من العلبة. وهذا "الدخان" هو ماء سائل مثل الضباب. فالهواء المحيط بالعلبة يبرد ويتكثف بخار الماء الموجود بالهواء في صورة ضباب.
٣) ضباب مزود ببخار الماء:
توضع شمعة موقدة أسفل إناء زجاجي. مع سقوط قطرات مياه باردة (واحدة تلو الأخرى) في الإناء.
يزود التبخر الهواء ببخار الماء، إلي أن يتشبع ويتكثف في هيئة ضباب.
بواسطة قدح مليء بسائل ساخن.
داخل غرفة درجة حرارتها ٢٠º وبنسبة رطوبة ٦٥%، يجب أن تصل حرارة الماء إلى أعلي من ٥٠-٥٥ درجة مئوية فإذا تراجعت درجة حرارة السائل إلى أقل من ٥٠ درجة مئوية، يجب توفير مناخ أبرد بتقريب حوض من الثلج، مما "يعيد" التكثف.
وللتفرقة بين الدخان والضباب، يمكن للتلاميذ أن يمرروا أيديهم في الضباب المتكون في أثناء التجارب، وسوف يشعرون وقتها بقطرات الماء التي تكونت عن طريق التكثيف. ونفس الشيء (وبشروط أمان واضحة رغم كل شيء...) يمكن أن يحدث بالنسبة للدخان فوق شمعة موقدة. وبالتوفيق.